الايحاء الإعلامي وأثره في السلوك البشري

مقدمة:
أمور كثيرة تؤثر في حياة الإنسان وسلوكه .. وبعض هذه المؤثرات معلومة و البعض الأخر غير معلوم إذ يتعامل معه بعفوية تامة دون أن يلتفت إليه. بعضها يكون سلبي التأثير والبعض الأخر يكون إيجابي.

ومن هذه المؤثرات الإعلام.. فبعض الإعلام يؤثر بطريقة معلومة نلتفت إليها .. وبعض أخر يؤثر بطريقة لا معلومة بل بطريقة عفوية.. وقد يختلف التأثير من شخص إلى أخر وفقا لمجموعة من القابليات كالبيئة ونوعية الثقافة التي يتبناها المجتمع أو الفرد .. بعض المحاكيات النفسية وغيرها .

ما أود التوقف عنده في هذا الموضوع هو الإيحاء الإعلامي وتأثيره في سلوكيات الفرد وانعكاسه على ثقافة الفرد والمجتمع.. ولن يكون البحث هنا بحثا تفصيلا .. وإلا بدخولنا إلى التفاصيل سنخرج بمجلدات .

الإيحاء من المؤثرات التي لا تحاكي العقل الظاهر بل تحاكي العقل الباطن.. وهنا تكمن الخطورة لعدم وجود مرشحات لغربلة ما يرد من أفكار ومعطيات وثقافات للعقل الباطن. وبالضرورة ستنعكس على تصرفاتنا وعلى حياتنا العملية.
حتى أن البعض منها قد يؤثر على بعض القناعات وبعض ما يستدركه العقل الظاهر . إذا ما ترقى وأصبح في مرتبة العلم والاعتقاد.
مفردات مشتركة مع الإيحاء:
التلقين - البرمجة العصبية – التعبئة.

قد تكون هذه الكلمات أو المصطلحات متقاربة أو مشتركة فيما بينها.. أو قد تشير إلى نمطية معينة في التلقي. وهذا لا يعني حصر المعنى في هذه المفردات أو أن هذه المفردات تدل على نفس المعنى بعينه
وقفة مع ما نقصده من الإعلام:
قد يتصور البعض أن المقصود من الإعلام هو محصور في الصحف والمجلات أو التلفاز والراديو.. لكن ما نقصده بالإعلام هو الوجه العام لا الوجه الخاص.. فالشعر مثلا من الإعلام .. ما نتناقله ونتحدث فيه هو أيضا يدخل ضمن الإعلام .
فالأمر إذا ليس محصور ومتخندق في موقع معين .. بل ما نقصده هو الوجه العام للإعلام.
معنى الإيحاء:
تعدد تعريف معنى الإيحاء تبعا لكل مدرسة ..
وربما نستطيع أن نقول أن الإيحاء هو
انطباع مجموعة من التصورات المترابطة أو غير المترابطة في العقل لتكون علما تصوريا تترتب عليه نتائج كما لو كان في مرتبة التصديق.. لا من حيث هو صادق بل من جهة التسليم بصدقه كعلم مسلم به. مجموع هذه الصور يكون مفاهيم معينة مستوحاة من تلك الصور . فيكون الناتج من تلك التصورات كمفاهيم أو معاني هي إيحاءات.
وقفة مع بعض الأمثلة لبيان المقصود :
المثال الأول:
قد تسمع بعض الأخبار فتستوحي منها معنا معينا.. كالحوادث الإجرامية الحادثة في منطقة معينة والتي تستوحي منها أن تلك المنطقة انتشر فيها الفساد.
ثم تسمع بمحاولات للإصلاح إلا أنها باتت بالفشل وبخاصة إذا ما اقترنت بشخصيات لها طابع خاص كرجال الدين مثلا فتستوحي أن لا أمل من إصلاح هذه المنطقة.. وأن عمق الفساد أصبح كبيرا.